مرّ عيسى عليه السلام على
قرية، فوجد كل من فيها أمواتا، وهم مطروحون على وجوههم في الأزقّة، فتعجّب عيسى
عليه السلام من ذلك، وقال: يا معشر الحواريين، ان هؤلاء القوم قد ماتوا على سخط
وغضب، ولو ماتوا على رضا من الله، لدفن بعضهم بعضا.
فقالوا: يا روح الله، وددنا أن
نعرف قضيّتهم وخبرهم.
قال: فسأل الله عز وجل في ذلك، فأوحى الله اليه: اذا كان
الليل نادهم، فانهم يجيبونك.
فلما كان من الليل، صعد عيسى على شرف ونادى: يا أهل القرية،
فأجابه مجيب من بينهم: لبيّك يا روح الله،
فقال: ما قضيتكم, وما خبركم؟ فقال: يا روح الله، بتنا
في عافية، وأصبحنا في هاوية. قال: ولم ذلك؟
قال: لحبنا في الدنيا، وطاعة لأهل المعاصي، ولم نأمر بالمعروف، ولم ننه عن المنكر.
فقال له عيسى عليه السلام: كيف كان حبكم للدنيا؟
قال: كحبّ الصبي لأمه؛ اذا أقبلت فرحنا، واذا أدبرت جزنّا وبكينا.
فقال له عيسى عليه السلام: يا هذا: ما بال أصحابك لم يجيبوني؟
قال: انهم ملجمون بلجام من النار بأيدي ملائكة غلاظ شداد.
قال: وكيف أجبتني أنت من بينهم؟
قال: اني كنت فيهم، ولم أكن منهم، فلما نزل بهم العذاب لحقني معهم، فأنا الآن معلّق على شفير جهنّم، لا أدري: أنجو منها، أم أكبّ فيها.
اللهم إجعل الدنيا آخر همنا.. وإجعلنا من أهل الآخرة
Ĩ Ĝỉ√Ě Mŷ Ĥẽăřt ŤǑ Mŷ LǑ√Ě